الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة في العرض الثاني لـ"3 في 1" لجعفر القاسمي بمهرجان قابس: تجديد في الشكل والمضمون ورسائل مشفرة ومباشرة مع جمهور استثنائي..

نشر في  06 أوت 2018  (10:54)

 في عرضه الثاني ضمن الدورة 35 من مهرجان قابس الدولي، أثث المسرحي جعفر القاسمي سهرة السبت 4 اوت الجاري من خلال عمله الجديد الحصري للمهرجان «3 في 1»، وقد توافد جمهور كثيف قبل العرض بنحو ثلاثة ساعات على المسرح البلدي بقابس ليمتلأ على آخره ويضيف للدورة ارقاما قياسية من حيث العروض امام شبابيك مغلقة ..

عرض ثاني لجعفور وكما وعد مؤخرا، حمل تجديدا بل تغييرا شبه كلي في التعاطي مع القضايا المطروحة الحارقة اليوم في تونس سواء في التناول او المعالجة، كما ابتعد بشكل لافت عن المباشرتية التي تميز عروض "الوان مان شو " ليقدم مسرحا مغايرا اساسه كوميديا سوداء مع مشاركة لثلاثة مواهب شابة تميزت في احدى المسابقات التونسية الكبرى لهذه السنة وتحت اشراف جعفر القاسمي...

الراهن واهم تجلياته القديمة الجديدة محوره انهيار القيم في مقدمتها قيمة العمل اساس بناء الاوطان وتطورها ...

الفراغ المطبق و سوداوية المشهد العام لم تمنع القاسمي من فتح افق امل جديد قد يكون قادما بعد "سبعة سنين" مروا وهي العبارة الاكثر حضورا وسفير فرنسا علامة الارتهان للاجنبي وذلك بطريقة ساخرة فيها من العمق الكثير...

فضلا عن الحضور الركحي الاستثنائي الذي مكن جعفور من استمالة وتوجيه وحتى التموج بعواطف جمهور متنوع جامع لكل الفئات العمرية والاجتماعية ...

جمهور علقت به عبارة بلكنة مدنينية قحة "ضربك ...ترا ضربك؟ " وظفها جعفور واحسن استعارتها في كل مرة دون كلل او ملل حتى انك لا تسمع في تدافع الجمهور حين مغادرته المسرح الا "ضربك..." و "ترا ضربك..".. ويعيش لحظة هي تلبسته لكن ذاكرته المثقوبة تناستها وهي انه (الشعب) في كل الحالات مضروب وطرح التساؤل انما انكاري وهروب من الواقع ..

جعفور اكد مجددا قدرة لا فقط في استنباط عوالم واقعية واخرى تخييلية مفترضة و ممكنة بل صنعت حبكة درامية وحضرت آليات فنية و جمالية مخصوصة فحضر النقد والتشخيص والانتقاد والسخرية عن طريق الضحك والبكاء والهزل والجد والهجاء.

احاسيس متداخلة متناقضة ليشكل العمل الاخير "3 في 1" لجعفور نقلة وتجديدا في مسيرته الفنية و قدرة على التقييم الواعي والانصات بتمعن لكل الملاحظات.. علما وان هذا العرض سيقدم قريبا في عديد المناطق بولاية قابس...

لزهر الحشاني